بعد ان اختاروا طريق الخيانه

بعد ان اختاروا طريق الخيانه لماذا تتوقعون ان تعيدهم التوسلات
والدموع هل ما زلتم تتوسمون فيهم انهم ملائكه
اذا كنتم نسيتم ما حدث او انكم تحاولوا ان تتناسو فدعوني اذكركم
انهم عندما قرروا الرحيل بمبرراتهم الواهيه لم يتركوا لنا اي
خيارات اخري وتركونا واقفين مشدوهين عند محطات الفراق لا
نقوى علي الصراخ ولا حتي البكاء
فكل ما كنا نفعله هو اننا نراقبهم بانفاسنا المتقطعه واعيننا المفتوحه
علي اتساعها وهم يتجهون نحو قطار الرحيل بخطوات ثابته
هادئه وكانهم لم يذبحونا ببرود وكأن جثثنا لا ترقد ورائهم وكل
خطوة من خطواتهم كنا ندعو الله عز وجل ان يفعلوا مثلما يحدث
في الافلام
ان يستديروا ويركضوا نحونا ونعيش في السعاده الابديه
وعندما رحلوا كنا ننتظر كل ثانيه ان يرن الهاتف ونتفقد رسائلنا
ونذهب لزيارة اماكن اللقاءات لنبكي علي اطلالهم وكأننا ينقصنا
الحزن والبكاء او اننا نفتقر اليهم
وبعدما رحلوا علمونا كتابة الخواطر والاحزان ولم نكن تعلمناها
قبلهم ومنهم من يتكرم علينا ليقرأها
في ملل ومنهم من يعرض عنها اصلا ولا ينظر اليها واعجبهم من
يصفق لنا ببراءه
هل تعلمون ماذا تفعلون انكم تخلدون ذكرى الخائنين بدموعكم
وارواحكم فهل يستحقون؟
ان كنتم تريدون ان تكتبوا عنهم فاكتبوا عنهم بشفقه لما ستفعله
الايام بهم بعدنا
ولكن انتظروا انا لا اتخيل ان تفعل بهم الايام بعدنا شيئا
ولكن فليكن ما يكون لتفعل الايام بهم ما يحلوا لها او لا تفعل بهم
شيئا فلم يعد امرهم يهمنا بعد الان
فتوقفوا عن بكائهم حتي لا ينتزعوا منكم البكاء فتصبحوا تماثيل
جامده لا تقوي حتي علي البكاء وصدقوني هم قادرون علي ذلك
الم يسرقوا من داخلنا السعاده وخبؤها في مكان عميق بعيد لن
توصلنا اليه كل خرائط الكنز السريه مثلما يحدث في الاساطير
وكأنهم كانو ينتقمون مننا علي اننا احببناهم او علي تلك الذنوب
والاخطاء التي لم نرتكبها في حقهم