الفصول الاربعة

الفصول الأربعة…

معلومات اختارها لكم djimou

بحروف
أرسمها على كف يدي..أخال أني ألثم السعادة..أو أردم هوة أصابت قلبي..أخال
أني بكلماتي أمنع ثملات اليأس من العودة لحلمي..بحروف أرسمها فوق سطور
كفي..أوقد شموع الوجد..وأعيش باغتبان اللحظة العذبة..المنتهية بجفاف الحبر
من القلم..كل لحظة..تفوق أسرارها بالطهر كل تصوراتي..تحرك سواكن
محيطاتي..هه..كأني أخط ما سيحقق أكثر القراءة والمبيعات..هذه أنا..فمع
الحرف مجنونة حد اللعنة..طائشة ولي ازدواجية خاصة..ولا يمكن أن أكتفي من
خدر الجنون الحرفي يوما..حتى حين أشعر بأن حروفي متباطأة ووجلى..أعشق
الخلود في ثناياها وهلة من الزمن..ما أعذبها..بإبتسامتها الخجلى..بلون
وجنتها الفاضل..ما أطهرها..حين تعدني بأن لا ترحل ولو رحلت كل الأيام بما
فيها..هذا ما علمتني إياه..حروف الفصول الأربعة..

بين برودة الشتاء وأوراق
الخريف..وحرارة الصيف ونسائم الربيع..تأخذني قدماي تهرول بي لخواطر تحكي
فراشات الربيع..وتعانق ثلوج الشتاء وتصافح أوراق الخريف..تنشر أشعة شمس
الصيف وترقص تحت زخات المطر..تعيد الطفولة وعبثا كان بدمية..وبناء بيت
برمل أسمر وغرس حلم وردي..

بعدما دارت الأرض حول نفسها..مولدة صراعا بين ليل ونهار..نور وظلام أنهك جسدها..دارت حول شمس المجرة..صرخت وكلي عذاب..ألم..وهن..ألا يكفيك دورانك حول محورك الكاذب..لما الدوران حول الشمس..أجيبي؟؟..صمت.. ردت بصمت قاتل..عدت أصرخ..يكفيك دورانا..يكفيك دورانا..ولكن يبدو أني دفعت صمتها للنطق بأحرف بالكاد أدركتها..لن أتوقف عن الدوران..بدون دوراني.. لن يكون هناك وجود لفصول أربعة….عاندت دمعتي حتى غلبتني ونزفت.. عند التاء المربوطة التي اختتمت بها جملتها..

في كل عام..نستضيف تلك الفصول..يأتوا حاملين في جعبتهم الكثير من الأحداث..ويرحلون..يرحلون وقد تركوا الكثير من الذكريات الزاخرة..ذكريات قد نخلدها..وربما نآثر نسيانها..

الخريف: أنثرك..أجمعك
وأكونك..لأنثرك..أنثر اللهفات من عينك..وأجمعها في عين غيرك..وأرسل ريح
جرح تعصف بك..آتيك حاملا دفترا بني..فيه خواطر معتقة اختزلتها
لك..أهمها..خاطرة تلك الأنثى: استجمع قوتي..احضر عدتي..أتخذ قرار
التحدي..علي هذه المرة أنتصر..وقبل الرحيل..أعود للخلف خطوة خطوة..أهز
بجذع نخلة الماضي..تساقط علي ذكريات..أبحث فيها عن فرح أكسر به صلابة
الحزن..لكني أصل الأخيرة..بلا فائدة….كلا..ها أنا..طفلة..لكن..حتى هنا لم
تكتمل الإبتسامة..أشعر بالخوف..أجري عبر كل الذكريات مبتعدة..يحيط
بي..خريف عمري….

نعم أنا الخريف..عنوان
لاستحالة القلب على الصمود..دوما تجدني..حين ترى الناس فروعا بلا
أوراق..حين تدرك حقيقة أن الربيع لا يطول..والصيف كنسماته سريع
العبور..أنا..هشاشة أحلامك..واصفرار أحداثك وسقوطها كأوراقي اليابسة..دوما
حاضر..لحظة تطلق زفرات على أيام سعيدة مضت..أنا الخريف..يظن البعض أني
أحمل في طياتي بذرة الربيع القادم..والبعض الآخر يرى أني مرحلة تسبق فصل
الصقيع..أنا الخريف..أرضي يابسة وحزينة..عابقة بغصات الألم..في سري دموع
وندم..ومكنوني رياح تفتقر للأمن والحنان..وشجر يئن ويحتضر..صفير
متكسر..سراب متلاشي..

الخريف..حفنات من الحطام
هنا وهناك..ودم مراق على الطرقات..سراب نور في قلب الظلام..رغبة دفينة
مكبوتة للحياة..وحلم مستحيل بقدور ذهب تركها قزم عند نهاية قوس
قزح..وعواصف تلهب مضاجع الساهرين..ليتهم لم يرفضوا الرقود بسلام في ذلك
الفراش الذي أعده لهم الربيع..فضلوا ريحي على نسماته..كم كانوا
أغبياء..أنا الخريف حتى الثمالة..أغزو الأرض كوجع ضاري..أنتشر في أنحاء
الجسد..أتفشى..أنتشر..أسيطر على كل دولة نعتوها بالخلية..أغزو الأرض..حين
يرحل الصيف حاملا الكون في جعبته..يمضي..وآتي بكون آخر..لحظاتها..بعضها
حلو المذاق..في أعين العشاق..فهم يرون كل ما حولهم فصل عشق..وجلها مر..في
نظر……..هذا أنا..فصل يساقط الأوراق لتنسى على جادة طريق القهر
والحزن..ويسقط المطر الأول..وتهاجر الطيور..ويستمرأ الوجع
الأوجاع..وأرحل..تاركا ورقة..يبللها المطر..ويحرقها الصيف..

من ثم أحل أنا..الشتاء..حين تصيبك رجفة اليأس الباردة..وتثور عواطفك وتهب
رياح غضبك..ويتلبد سقف الأرض الأزرق بالغيوم..وتمر مرحلة الصقيع
الطويل..حين تسقط في فوهة الظلام..ولا تجد من ينتشل روحك المذعورة..حين
تجتاح القمر وعكة المساء..فيغفو بقصري..وأتساقط كقطرة جنون لأمتزج بك
وتتشبع بي..وتكتحل شمسي قصيرة الحضور بلوني الرمادي..وأوقاتي شديدة
الإيجاز..قرب نافذة ومدفأة..وحطب يشتعل وبرد يلتهب..ويدور حوار خاوي من كل
معاني الكلام..وتصرخ..ويضيع الصوت بين الأرض والسماء..وتجده مسامع
الياسمين قطرات ندى..هذا أنا..فصل يرقص بكلماته بجنون على صفحات الأوراق
حتى ترهق السطور..أندي بحروفي أوراق الخريف اليابسات بماء الحياة..وبعد
برقي ورعدي..يرقص قوس قزح في الفضاء..وتسبح طيور الماء بحمد
السماء..ونوري..أحصنة متعبة تتسلل بإرهاق..يا الله..كم أنا فصل جميل..طاهر
نقي..فلما تجعلني ثقوبا ثم تهوي بي؟..تجعلني حدائق برد تنعم بظلالها؟..لست
سما زعاف..يحول السكر إلى حنظل مر المذاق..لست شهقات تبحث عن وطن..في سر
الحياة..فلما تتناسى الجمال المخلد في مهرجان ألواني العابق بزجاجي
الرمادي..في آخر أيامي..أحتضن يد أنثى تدعى الربيع..أرفعها بحنو إلى شفاهي
تاركا تذكارا ناعما..بالغ الرقة فوق أطراف أصابعها..وأرحل

بعد قبلته تلك..تحمر وجنتي..وأبدل ذلك الثوب بآخر أخضر..وأرتدي قلادة كما
الورد..وأحل الشعر من مربطه..فتنساب مياه الينابيع في شلالات
وأنهار..وتتجدد الحياة..وتعلن أمي الطبيعة حفلات زفاف والكثير من جديد
المواليد..أنا الربيع..كلماتي..خلاصة من عطر زهر سقاه ماء عصامي
الإنهمار..على سطور من ثوب همسات كائنات لطيفة..فتيات بأجنحة فراشات
ملونة..وحوريات على صخور شاطئ شفافة..وورود تتراقص بلون العقيق والزمرد
والزبرجد..وأحلى ما في الياقوت..والنسائم الوردية..والغيوم
النقية..والأعشاب الندية..ينابيع لا تنضب إلا بنضوبي..وخضرة يانعة في
قلبي..وشتلات أمل مزروعة في طريق القمم..وعزف قيثارة الطبيعة يشدو متناغما
مع ألحان العصافير..وأنا..أحلى باقة لنجاحاتك..أنا الربيع..المزهر في روح
العابد..وقلب العاشق..وفكر الطيب..أنا الربيع..أروي اشتياقك للنور بصافي
الزلال..وأسد جوعك لأصوات الحياة بلقم متناغمة..أنا..أجنحة اعتادت الرفيف
في أفق الحياة..ولكن..علي في النهاية أن أرحل مع انتهاء حزيران..تاركا
للصيف المكان

حين تؤلمك حرارة الانتظار..وتلهبك الصراحة..وتشعر بمداعبة النسمات الباردة
وسط قيظ الحياة..حين تقطف أول ثمار النجاح..أتذكرني؟..أنا الصيف..فصل
حارق..في صخب الحياة ولجتها..أمتطي السماء غيمة أنثر نجمات افتقدتها
السماء..وألقي ابتسامة اشتاق لها الفضاء..وأرمي الدمع موزنا لا يراه سوى
الحالمات..فقد تبخر من أعين اليائسات..من الخلائق والكائنات..أنا
الصيف..أصحب السياحة..العطلات والراحة..وتوشوش مياهي للضفاف..وأمواجي
للسواحل بأحلى الحكايات..وتكثر الأمسيات
والمسامرات..الحفلات..و..و..الصيف..هذا أنا..

دوري…أيتها الأرض دوري..ودعيني في الحياة زهرة تتحدى فصولك..

فصول أربعة..في أي فصل تحيا؟؟؟

الفصول الاربعة 38